أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني استعداد حكومته للدخول في حوار وطني فلسطيني ومناقشة كافة الملفات العالقة داخلياً "بشكل فوري ودون أي شروط"، مشدداً في الوقت ذاته على أن الحصار المفروض على غزة "سينهار حتماً".
وقال هنية في مهرجان احتفال الجامعة الإسلامية بتكريم الطلبة الأوائل على الكليات ضمن احتفالات تكريم الفوج السابع والعشرين من طلبتها الذي حمل عنوان "فوج مواجهة الحصار" في مدينة غزة مساء اليوم السبت (19/7): "نحن على استعداد للدخول في الحوار الوطني بلا شروط ولمناقشة كافة الملفات اليوم قبل غداً ولن نتراجع عن ذلك أبداً".
وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية الحرص على الوحدة الوطنية والحوار الداخلي لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة والتماسك، معتبراً أن توجه الحكومة بالإعلان المشترك لنتائج الثانوية العامة "التوجيهي" في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل موحد "دليل صدق توجهاتها نحو الحوار والوحدة الوطنية".
وشدد هنية على حتمية انهيار الحصار الصهيوني على الشعب الفلسطيني "الذي بما قدمه من تضحيات وصمود وتحمل للآلام وللجوع ومنع السفر وسلب الحرية ليؤكد أن شمس الحصار قاربت على الغروب ولن تبقى مستمرة أبداً".
وأشار إلى تزامن احتفالات الجامعة الإسلامية مع صفقة تبادل الأسرى "المشرفة" التي عقدها حزب الله اللبناني مع دولة الاحتلال والتي تكللت بخروج عميد الأسرى العرب السابق سمير القنطار، متوجهاً إلى لبنان قيادة وشعباً والأسرى المحررين وجثامين الشهداء بالتحية والتقدير.
وخاطب رئيس الوزراء الأسرى في سجون الاحتلال بالتأكيد على أن "الوقت سيأتي لا محالة للاحتفال بالنصر والتحرير بالإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي البالغ عددهم أكثر من 11 ألف أسير وأسيرة".
وشدد على أن صفقة "حزب الله" تمهد الطريق واسعاً أمام الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لتحقيق الانتصار ذاته بالإفراج عن المئات من الأسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال، مجدداً التمسك بمطالب صفقة التبادل للإفراج عن الجندي جلعاد شاليط.
وجدد هنية إدانته الشديدة لطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، مطالباً القادة والحكومات العربية باتخاذ إجراءات عملية سريعة ضد هذا الطلب وعدم الاكتفاء بإدانات وبيانات "بل الوقوف في وجه الإدارة الأمريكية التي تواصل عنجهيتها في المنطقة".
كما دعا الزعماء العرب إلى حفظ الكرامة العربية، متسائلاً "أين الكرامة حين يتعرض زعيم عربي لمثل هذا القرار وحين يبقي مليون ونصف المليون فلسطيني رهن الحصار وتستمر العنجهية الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة؟"، مشدداً على أن "الوقت قد حان لموقف عربي حازم".
إلى ذلك؛ أعلن هنية أن حكومته لن تتخلي عن مسؤوليتها إزاء أزمة الجامعات الفلسطينية المالية وستقدم للجامعة الإسلامية في عيدها الثلاثين مبلغ مليون دولار أمريكي، متسائلاً عن سبب الأزمة المالية للجامعات في ظل التبرعات الدولية السخية للسلطة الفلسطينية في رام الله.
الخضري يدعو للتوحد
بدوره؛ وجه النائب جمال الخضري رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية نداءً عاجلاً إلى رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء هنية أن يباشروا فوراً بلقاءات فلسطينية لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة للوطن ولم الشمل الشعب الفلسطيني لتحول محنه إلى منح.
ووصف الخضري احتفالات تخريج فوج مواجهة الحصار بـ"الحدث التاريخي" الذي يحق للجميع فيها الفرح والابتهاج "خاصة كونه فوج انتصر رغم كل ما لاقاه من حصار ودمار وعدوان، ويجبر الجميع أن يحترمه ويقدره ويلبي مطلبه بالتوحد وكسر الحصار".
وقال: "فوج اليوم هو امتداد لأول فوج التحق بالجامعة منذ (30 عاماً) حيث بدأت الجامعة بالخيام وها هي اليوم صرح ضخم، وما زال ينتظره مستقبل باهر من خلال بناء مدينة فلسطين الطبية التي تضم كلية الطب والمستشفى الجامعي لتكون منارة يحتذى بها عالمياً".
وأضاف "كذلك من بين الخطط المقررة بناء المدينة التكنولوجية التي ستقام على مساحة (140) دونماً في محررة نيتساريم جنوبي غزة، إضافة إلى تطوير كلية المجتمع للعلوم المنية والطبية التابعة للجامعة إلى كلية جامعية، علاوة عن تطوير مركز الجنوب ليكون جامعة الجنوب التابعة للجامعة الإسلامية".
نجاح رغم الصعاب
من ناحيته؛ أشار رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين شعث إلى المعاناة الأليمة التي مر بها خريجو فوج "مواجهة الحصار" بسبب الحصار والإغلاق ومحاربة العلم والتي تهدف لإذلال الشعب الفلسطيني وكسره، والتي طالت أيضاً الجامعة التي باتت تمر في ضائقة مالية عصيبة.
وقال في كلمة وجهها للطلاب: "نجاحكم يجسد أن الإنسان أهم عناصر الأمة والمقاومة والتحدي ويجسد أيضا حقيقة أن إرادة والعزيمة هي طاقة ذاتية كامنة لدى الإنسان يغذيها الإيمان وتعززها القيم والمبادئ لتتحدى المواجهات الخارجية مهما عظمت".
ونوه شعث إلى أن احتفالات الجامعة بتخريج الفوج (27) يتزامن مع احتفالها بالذكرى الـ(30) لتأسيسها، والتي هي اليوم تقدم خدماتها لـ(20 ألف) طالب وطالبة ينهلون من (10) كليات مختلفة في الجامعة لتكون بذلك اكبر جامعة في فلسطين من حيث عدد الطلبة.
وفي كلمة الطلبة المتفوقين قالت الطالبة نور الأغا: "بعد أربعة أو خمسة سنوات في المرحلة الجامعية التي اختلطت بالمعاناة التي يسببها الاحتلال وهو يرتكب المحرقة تلو المحرقة، انتصر الطلبة في فلسطين وصبروا وقطعوا العهد على مواصلة الطريق حتى يتم تتويج كل الجهود بالوقوف على مسرح التخريج".
وعبرت عن اعتزازها وجميع الطلبة بالجامعة الإسلامية التي حققت من التميز ما جعلها لها مكانة مرموقة بين جامعات العالمية والتي انطلقت قبل (30) سنة من خلال الخيام لتكون اليوم صرحاً شامخاً.
وعاهدت المتفوقة الأغا باسمها وباسم الطلبة أن يبقوا أوفياء للجامعة الإسلامية ورسالتها، مقدمة الشكر لكل من وفر لهم جو التفوق والنجاح.