يبدو ان التهدئة التى تم التوصل اليها مع حكومة الاحتلال لم تنضج بعد .. البعض رأى ان الخرق الذى جاء من الفلسطينيين هو الاول لانه الاوضح لكن الخروقات الاسرائيلية للاتفاق لم تتوقف منذ اليوم الاول للاعلان ولم تلتزم اسرائيل عمليا بكل ماجاء فى الاتفاق لا على مستوى ادخال البضائع ونوعها وكميتها ولا على مستوى فتح المعابر " كارنى " و" كرم ابو سالم " ولا على المستوى الامنى حيث اطلقت يوم الاثنين الماضي الرصاص على احد المزارعين شمال قطاع غزة فاصابته اصابة خطيرة .
التهدئة التى تدخل الى غرفة الانعاش قد تنهار فى لحظة اذا لم يتم الالتزام بكل ماجاء فى التفاهمات التى توصل اليها الجانبان .
** رد قد ينهى كل شئ
القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي ذكرت مساء الثلاثاء ان رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت اجرى مشاورات مع وزير الحرب إيهود باراك لمناقشة كيفية الرد على اطلاق الصواريخ الأخيرة على سديروت.
والتى وحسب مصادر رسمية اسرائيلية تنظر بخطورة متناهية إليها وتعتبرها خرقاً لاتفاق التهدئة. إيهود أولمرت وفى معرض رده على اطلاق الصواريخ من غزة قال " يدور الحديث عن خرق سافر وصارخ للتفاهمات التي توصلنا إليها في إطار التهدئة"
رئيس بلدية اسديروت كان اكثر وضوحا وصراحة فى تعبيره عن فهمه للتهدئة حين قال " لا أعرف لماذا أنتم مستغربون. حدوث ذلك كان مسألة وقت، ونحن نعرف أن ذلك سيحصل. اليوم اغتلنا شخصا في الضفة وهم يعتقدون أنه يمكنهم إطلاق النار علينا.
** صيد فى الماء العكر
في أعقاب ذلك شن أعضاء كنيست من المعارضة والائتلاف هجوما شديدا على الحكومة، لقبولها بالتهدئة التى يرون انها مكسب لحماس جاء بلا ثمن فقال عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إن التهدئة حققت أهدافها.
ووصف تلك الأهداف بـ«منح الشرعية لحماس في المحافل الدولية ومواصلة تنفيذ العمليات "الإرهابية" ضد سكان الجنوب». وأضاف: "ذلك يثبت أن الحكومة غير قادرة على علاج قضايا الأمن، لهذا يتعين على الكتل البرلمانية تأييد حل الكنيست".
وقال يسرائيل كاتس إن الحكومة فشلت- فرغم تخليها عن غلعاد شاليط لا يوجد تهدئة. يتعين على الحكومة الرد بقوة هائلة على إطلاق الصواريخ باتجاه سديروت، وإذا لم تقم بذلك تخسر الردع وتتخلى عن سكان الجنوب.
عضو الكنيست شاي حرميش(كاديما)، هاجم إيهود باراك. وقال: "أعلن باراك خلال جولة قرب السياج الحدودي مع غزة أن التهدئة ستقابل بالتهدئة. أسأل- كيف سيتم الرد على الهجوم ؟".
اما عضو الكنيست أرييه إلداد اعتبر أن اتفاق التهدئة هو رضوح لحماس.
** خروقات اسرائيل
الخروقات الاسرائيلية للتهدئة لم تتوقف منذ اليوم الاول لبدء تنفيذها فلا تزال اسرائيل تحاول الضغط من اجل الحصول على تنازلات اكبر فى قضية جلعاد شاليت ويبدو ان دعوة والد جلعاد نوعم شاليت امام المحكمة العليا سببت حرجا شديداً لحكومة اولمرت وخاصة بعد تعثر صفقة اسرى حزب الله فبالرغم من ان محكمة " العدل العليا " ردت التماس افيفا ونوعام شليت، والدي جلعاد اللذين طلبا تجميد تطبيق التسوية واصدار الامر للمجلس الوزاري السياسي – الامني للبحث المتجدد في ادراج تحرير ابنهما بتسوية التهدئة. لكن هذه الدعوة جندت الكثير من الكتاب والاعلامين الى الوقوف الى جانب قضية جلعاد وقد جندت الصحافة الاسرائيلية الصفحات للهجوم على الحكومة واولمرت ووزير الحرب باراك لتنازلهم _ حسب زعمهم _ عن تحرير جلعاد فجاءت تصريحات اولمرت النارية التى حاول فيها استرضاء الراى العام من خلال زيادة التضييق فى فتح المعابر وزاد على ذلك التهديد بعمل عسكرى كبير اذا لم يتوقف تهريب الاسلحة على الرغم من ان هذا الامر قد تم الاتفاق عليه مع الجانب المصرى وان مصر من تعهد بضبط هذا الامر هذه التهديدات لا تنسجم مع توفير ارضية جيدة لاستمرار التهدئة .
اما باراك و خلال جولته في جنوب البلاد، قال إنه تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى، حتى لو كانوا أمواتا.
واضاف إن التهدئة تقابل بالتهدئة، ومع استمرارها سيكون بالإمكان استكمال المفاوضات لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، الأسير في قطاع غزة. وأشار في الوقت نفسه إلى أن الجيش الإسرائيلي على استعداد لأية إمكانية.
اما على صعيد الخرق الاسرائيلى لاتفاق المعابر فقد منعت سلطات الاحتلال إدخال السولار والبنزين إلى القطاع عبر معبر" المنطار " شرق غزة المخصص لتوريد الوقود، فيما سمحت بإدخال كميات من غاز الطهي و السولار الصناعي المخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء. فى محاولة للاستمرار في انتهاج سياسة التقنين في توريد مشتقات الوقود إلى قطاع غزة.
** الرد الاسرائيلى
ان ما حدث اول امس الثلاثاء لن يكون سببا مباشرا لانهاء التهدئة وستعطى التهدئة فرصة اخرى للاستمرار وخاصة ان الطرفين اصحاب المصلحة فيها يؤكدون انها مازالا ملتزمين بالتهدئة وبالرغم من التهديد الاسرائيلى بالرد والنظر بعين الخطورة الى ما حدث الا ان هناك مصلحة آنية أن تستمر التهدئة اكبر وقت ممكن من اجل الحصول على تقدم فى قضية جلعاد الذى يحاول اولمرت من خلالها تعويض ما اشيع من فشل للصفقة مع حزب الله ويرى ان السير قدما فى صفقة شاليت قد يمثل له طوق نجاة اخير وخاصة بعد ان اعلن باراك الحرب بشكل رسمى وحصل على موافقة العمل على التصويت الى جانب حل الكنيست ايضا باراك بعد هذه الخطوة لا يريد ان يرجع الى غزة بعمل عسكرى يشغل فيه الجبهة الداخلية عن فرصة اسقاط اولمرت لذلك هو ايضا معنى بنجاح التهدئة التى هى اصلا جاءت نتاج ضغطه فى الاونة الاخيرة للقبول بها على هذا الاساس لن يكون الرد الاسرائيلى بالمستوى الذى يصل بفصائل المقاومة الى التخلى عن تفاهمات التهدئة وستحصل على فرصة أ&&&
الجمعة يونيو 27, 2008 1:24 pm