اتفق المعلقون الإسرائيليون في الشؤون العسكرية والفلسطينية على ان مكانة حركة "حماس" في قطاع غزة ترسخت في العام المنقضي على حسمها العسكري وتسلمها السلطة في القطاع، كما التقوا في تقديراتهم بأن قوة الحركة العسكرية تعاظمت بشكل هائل "بعد أن حولت القطاع إلى ترسانة أسلحة هائلة" من دون رد فعل إسرائيلي مناسب.
وتهكم احد المعلقين من خبر في صحيفة «معاريف» بأن الحركة توقفت عن تهريب الأسلحة من مصر إلى القطاع بفعل تدخل القوات المصرية على الحدود، وكتب أن الحركة توقفت عن تهريب الأسلحة «بقرار منها بعد أن امتلأت المخازن في القطاع بأنواع مختلفة من الأسلحة» ولم يتبق أمامها سوى التزود بأحدث الصواريخ المضادة للدبابات وأ&&& المضادة للطائرات. ووجه المعلقون انتقادات شديدة اللهجة للحكومة على عجزها عن «معالجة مشكلة حماس عسكرياً» والسماح لها ببناء "جيش حقيقي يشكل الواجهة الأمامية لإيران على الحدود الإسرائيلية"، معتبرين أن المفاوضات الجارية للتهدئة تعني عملياً أن إسرائيل ستكون أول دولة في الغرب تعترف بشرعية حكم الحركة، وإن بشكل غير مباشر، علماً أنها كانت وراء قرار اللجنة الرباعية الدولية عدم الاعتراف بالحركة قبل ان تعترف الاخيرة بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة بينها وبين السلطة الفلسطينية وتنبذ العنف.
وتحت عنوان «عام على ميلاد حماستان»، كتب معلق الشؤون الفلسطينية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» روني شاكيد انه بعد عام على «سيطرة حماس على غزة بقوة الذراع والكلاشنيكوف، فإن مكانتها، رغم الثمن الدموي الباهظ والحصار المتواصل والمعاناة والضائقة التي حولت حياة السكان إلى جحيم على وجه الأرض، باتت أقوى وأكثر رسوخاً من أي وقت مضى».
وتابع متناولاً نجاح الحركة في بسط النظام والقانون والقضاء على الفوضى: «احتلت حماس الجامعات والغرف التجارية ووسائل الإعلام والمؤسسات العامة والسكان الغزيين... وفرضت هيمنتها عبر حكم ديكتاتوري لم يُبق مجالاً لتمرد أو حتى إسماع صرخة احتجاج... في القطاع يبكون على فتح: الله يرحمها». واستعرض «الواقع الذي يلامس المستحيل» في القطاع، رغم المعونات الدولية لسكان القطاع، ليضيف أن هذا «يمنع إيران من تغطية مصروفات حكومة حماس لضمان تعاظمها العسكري». وختم تعليقه قائلاً: «تحتفل حماستان بعيد ميلادها الأول وهذه هي صورتها: دولة إرهاب عنيفة وديكتاتورية تعيش على أفضال الآخرين».
ونقل المعلق العسكري في صحيفة «معاريف» عمير ربابورت عن عسكريين كبار انتقادهم السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية تجاه «حماس» واعتبرها «خطأ فادحا سندفع ثمنه غالياً». وكتب أفي سخاروف وعاموس هارئيل في مقالهما المشترك في صحيفة «هآرتس» أن توقعات إسرائيليين بتحرك الحكومة عسكرياً ضد «حماس» بعد ان سيطرت على القطاع «تبخرت، لا بل تفاقم النزيف في الجنوب خلال هذه الفترة». ورأى المعلقان أن سلطة «حماس» في القطاع تعززت في العام المنقضي، لكنهما أضافا أن «الانقلاب العسكري» لم يعزز مكانة الحركة في أوساط سكان القطاع، وانه إزاء هذه الحقيقة تبدي الحركة استعدادها للتهدئة.