لماذا اختار الله محمد صلي الله عليه وسلم بالذات ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما دام الذي اختاره لرسالته وحمل كلمته هو الله رب العالمين الله الذي بيده مقاليد كل شي ويعلم السر وما يخفي ما دام ذلك كذلك فما أظن إن لنا الحق – إن كنا بالله من المؤمنين – أن نلقي بهذا السؤال جهرة أو نطوي عليه الصدور ...
فربنا العظيم وهو العليم الخبير أنبأنا حين قال جل جلاله (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
ولم يكن علم الله بما يختاره لرسالته خاصا بسيدنا محمد عليه السلام بل عاما في كل اختيار لكل المرسلين ويقول سبحانه (ولقد اخترناهم علي علم علي العالمين ).
فبعلمه الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ..
وبمشيئته التي لا تغلب وبحكمته التي لا تغفو ولا تتردد اختاره من عباده إبراهيم وموسى وعيسى ونوحا ويونس وإخوانهم من الأنبياء والمرسلين ثم ختمهم بمحمد صلي الله عليه وسلم الرسول والنبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ثم قال لنا (واتبعوه ، لعلكم تهتدون ).
ولأنه خاتم المرسلين أخد الله له البيعة منهم ومن أممهم جميعا وانه ليقول ( وإذ أخد الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم علي ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ).
وهكذا يجيب الله كل من يسأل –وقبل أن يسأل – لماذا اختار "محمد صلي الله عليه وسلم "ليحمل رسالته إلي الناس جميع الناس مبشرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا...
وحين يختار الله جل جلاله من عباده من يعلم ويهدي ويقود رافعا راية الحق والخير والطهر والحرية والعدل فمن البداهة أن يهيئه لهذا الدور بأعلى الخصائص وأسمى الأخلاق في الوسائل والغايات ولا يستطيع من يعرف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أو من يريد أن يعرفه ألا يقف طويلا مع أعرف الناس به وأكثرهم صحبة له وأصدقهم لهجة إذا تحدت عنه .
ذلكم هو صاحبه وابن عمه وزوج كريمته الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فلنصغ له وهو يتحدث عن الرسول صلي الله عليه وسلم :
"كان دائم البشر ،سهل الخلق ،لين الجانب ،ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا عياب أجود الناس صدرا وأصدق الناس لهجة ،وألينهم عريكة ،وأكرمهم عشيرة ،من رآه هابه ، ومن خالطه معرفة حبه ،يقول واصفا له لم أرى قبله ولا بعده مثله ، لا يدفع السيئة بالسيئة ،ولكن يعفو ويصفح ،وما رأيته منتصرا لنفسه من مظلمة ظلمها قط إلا أن ينتهك من محارم الله شيء فعندئذ يكون أشد الناس غضبا...وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما .. كان يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ..وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه .
وكان يفتقد أصحابه ولا قصر عن الحق ولا يجاوزه ،أفضل الناس عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم لديه منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة ...وإذا انتهى إلي قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ،لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه..قد وسع الناس بسطه وخلقه فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء ..وقد طهر نفسه من ثلاث (ألمراء،والكبر ،ومالا يعنيه )."
هذه بعض محامد " محمد صلي الله عليه وسلم "وخصاله ...
وحسبه أن يقسم ربنا العظيم له ولنا فيخاطبه قائلا Sad

وإنك لعلي خلق عظيم )
هذا هو الذي نادي البشر بالأمس ويناديهم اليوم وغدا وبعد غد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

فإلام دعا ؟؟ولماذا انطلقت أنوار شخصيته وأضواء دعوته وحنان رحمته؟
اجل –إلام ينادي محمد صلي الله عليه وسلم – البشر المفدوحين بالجهالة والقسوة والضلال والمبشرين بسوء المصير والمال ..؟؟!
سنبصر وتبصرون ونسمع وتسمعون وسيكون الخير كله من حظ الذين يبصرون ببصائرهم قبل أبصارهم ويسمعون بأفئدتهم قبل آذانهم ...
ثم يمجدون الله ويحمدونه ويسألون (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته