حنين الشوق عضو نشيط
عدد الرسائل : 77 العمر : 37 التبادل الاعلاني : تاريخ التسجيل : 25/06/2008
| موضوع: «مشاكلنا».. سبب إخفاقنا..!! قراءة سريعة بالواقع العربي الرياضي الخميس يوليو 31, 2008 11:08 pm | |
| قضيت اياما قليلة في سورية بدعوة من رئيس نادي المحافظة الدمشقي الرياضي محمد السباعي.. ذلك البلد الجميل الذي له معزة في نفسي ولي فيه علاقات وصداقات بحكم سنوات العمل.. كانت ايام راحة وابتعاد عن الحر الشديد.. لكن اية راحة مثلي من الذين امتهنوا مهنة البحث عن المتاعب!! ففي كل بلد اذهب اليه اجد نفسي مدفوعا لمتابعة الاحداث في البلد الذي انا فيه وفي ديرتنا الكويت..!! فالصحافي الذي قضى ما يزيد على 35 عاما من عمره في الصحافة لا يمكن ان ينفصل عن كل ما يدور حوله.. ولأنني كنت في سورية فقد وجدت نفسي اعيش الهم نفسه الذي تعيشه الرياضة العربية في مختلف انحاء الوطن.. تابعت الصحافة هناك والصفحات التي تفردها للمشكلات التي تضرب العديد من الاندية خاصة نادي الكرامة الحمصي.. ذلك النادي الذي اكتسب شهرة في الساحة الكروية الآسيوية منذ ان فرض وجوده في دوري ابطال آسيا ووصل الى مركز الوصيف واصبح يحسب له الف حساب.. ولم اكن اتصور ان هذه القلعة الكروية الكبيرة التي بدأت تنافس الاندية الآسيوية الكبيرة تتعرض لانقسامات وتتقاسمها جبهات.. وعلمت من خلال متابعتي ان الدكتور رياض الجمال الرئيس السابق للنادي رفض دخول الانتخابات على الرغم من انه تنسب له الكثير من الانجازات الماضية.. فبخلاف المستوى الآسيوي المتميز حصل الفريق على بطولة الدوري 4 مرات متتالية آخرها هذا الموسم.. وبفارق كبير عن اقرب منافسيه.. لكن ماذا نقول في الخلافات الادارية التي تبدو انها آفة عربية!! كنت اتابع ما يحدث في نادي الكرامة واقارنه بما يحدث في العربي الكويتي أو الزمالك المصري أو اتحاد جدة السعودي أو غيرها من الاندية في المشرق والمغرب.. وان كان الامر في سورية امتد الى اندية اخرى فالوحدة الدمشقي هو الآخر دخل في خلافات ادارية كانت لها تأثيراتها السلبية على البرتقالة الدمشقية، كما يسمونها!! ومن الطبيعي تضرب الخلافات سكينا في قلب البرتقالة..!! حاولت ان اغوص قليلا في قلب الاحداث من خلال سؤالي عن خلفيات الاحداث من زملاء مهنة نافذين.. فوجدت ان هناك صراعا بين اندية نافذة تريد ان تكسب من خلال تعطيل الاندية الاخرى فتسهم في وضع عراقيل وثغرات في طريق البطل..!! كان ذلك جانبا من الصورة.. اما الجانب الآخر فيتعلق بمنتخب سورية وما ترتب على خروجه من تصفيات كأس العالم بعد ان كان على مشارف التأهل!! وكالعادة كما هو الحال في كل الدول العربية يصاحب الاخفاق ضجيج وصخب وخلافات حادة وكل فريق يتمسك بوجهة نظره ويتبادلون الاتهامات.. لا احد يريد ان يبحث عن موطن الداء ولا مجال للتحليل الفني المتأني والراقي الذي يضع الاقدام على طريق «الاصلاح».. انما كل الامور تختلط لأن هناك من «يترصد» وهناك من يبحث عن الضحية «وكبش الفداء»!! وعادة ما نكون في أي بلد عربي جاهزين لذبح المدرب.. لكن المدرب هذه المرة لا يمكن ان يكون الشماعة التي تعلق عليها الادارة والمسؤولون على مختلف مستوياتهم فشلهم لأن المدرب القدير السوري محمد قويضي «ابو شاكر» لديه سجل حافل من الانجازات ويحظى بقبول كبير من الرأي العام اسهم في توليه المسؤولية في توقيت في غاية الحرج.. ابو شاكر جاء خلفا لزميله ومواطنه فجر ابراهيم وكانت مرحلة انقاذ.. وقدم الفريق مستوى متميزا بصرف النظر عن الهزيمة من المنتخب الكويتي في الكويت وهي الخسارة الثقيلة! الا ان استمراره في المنافسة وتغلبه على المنتخب الاماراتي القوي والمستقر وصاحب الامكانات المادية والفنية الكبيرة على ارضه وبين جماهيره الكبيرة.. كان هذا الحصن الذي يحمي «ابو شاكر» لا يستحق ان يكون «كبش فداء» والامر نفسه لمدرب الازرق محمد ابراهيم الذي يمتلك المقومات نفسها ويحظى بالقبول والحب من الاعلام و«الرأي العام».. جاء هو الآخر في مهمة انقاذ.. وان كان الحظ لم يحالفه في تحقيق امل جماهير الازرق!! فإنه لا يعتبر المسؤول الذي يمكن ان «تحمُله» الادارة اخطاءها التي ليست وليدة يوم وليلة انما هي نتاج غياب تام عن الساحة وحرص شديد من عدد من المسؤولين عن الرياضة وكرة القدم خاصة على تقديم خلافاتهم على مصلحة المنتخب.. والغريب ان كلا منهم يدعي انه يعمل للمصلحة العامة.. لكن ما نشهده على ارض الواقع يؤكد عكس ذلك.. والا ما وصلت الكرة الكويتية الى ما وصلت اليه حتى اصبح الشارع الكويتي لا يعبأ بما تعرض له الفريق من الخروج من تصفيات المونديال.. واصبحت ألمس من ابناء الجيل الجديد انهم يعرفون مسبقا ان الخروج مصير فريقهم الوطني «فأتحسر» على ايام الجيل الذهبي..!! بيت القصيد ان محمد قويضي ومحمد ابراهيم بريئان مما اصاب فريقيهما السوري والكويتي وكل منهما بوجوده في هذا التوقيت كشف ان المشكلات الادارية والخلافات الداخلية هي السبب الحقيقي في اغلب اخفاقاتنا الكروية.. فهل آن الاوان لأن نشخص الداء بدلا من التضحية بكبش الفداء ثم نعود من حيث اتينا بلا علاج شافي فلنقل يارب؟!!
| |
|