لو نهضت من قبرها العروبة
(1)
لو نهضتْ من قبرها العروبة..
لو أنني استيقظتُ ذاتَ ليلةٍ
على هدير "الحق" وهو زاحفٌ
بالسيفِ.. نحو قدسنا السليبة..
لقلتُ إن الله في عليائه
أحبَّ أن يداعب العبادَ فوقَ أرضنا
بنكتةٍ غريبة
(2)
لو نهضتْ من قبرها العروبة..
وأقسم الحكامُ، والتجار، والسماسرة
أن يحرقوا أركان إسرائيل
في هجمةٍ حاسمةٍ.. محسوبة
لصحتُ في وجوههم: "أُكذوبة.."
(3)
لو نهضتْ من قبرها العروبة..
وابتعدتْ عن مفرداتِ الشجبِ
والرعونةِ البلهاء
والضمائر المنكوبة
لو أنها توحدتْ
أرغتْ بروحِ الثأرِ
ثم أزبدتْ
"وأقسمتْ" بالهمةِ المطلوبة
لقلتِ إن البعثَ .. والنشورَ.. والحساب..
وقائعٌ قد أصبحتْ قريبة
(4)
لو نهضتْ من قبرها العروبة..
ولم تعدْ كرامةُ الأعرابِ..
كالسيارةِ المعطوبة
ولم تعدْ جيوشهم... تُدكُّ رغم صمتها
ولم يعدْ حكامهم أُلعوبة
لخفتُ أن تكونَ كل هذه الأوهام
مقدماتٌ حلوةٌ... تتبعها مصيبة
(5)
الناسُ في بلادنا
قد كفروا بهكذا عربانْ
وهكذا عروبة
هل نحنُ منْ كنا ندكُّ الرومَ في حصونهم؟
واستسلمتْ من زحفنا المدائنُ الرهيبة؟
هل شارك التاريخ في تزييفنا؟
هل دمرتْ عقولَنا... عفونةُ النفوسِ
والرطوبة؟
(6)
لأننا جمعٌ من الإسفافِ
والإخفاقِ
والتفاهةِ العجيبة
فالله لن يرحمنا بنهضة العروبة