إسرائيل تحتفل بمرور ستين عاماً على قيامها والفلسطينيون في ذكرى النكبة ينددون ويحيون الذكرى بتذكير العالم بآلامهم منذ ستين عاماًً، والعالم الإسلامي يتحسر على أمجاد ذهبت أدراج الرياح وبعض من حكامهم يرسلون بالبرقيات مهنئين العدو الإسرائيلي بذكرى قيام دولتهم ويتساءل الكثير:
هل ضياع الأرض منذ عام 48 هي النكبة الحقيقية ؟ أم هناك نكبة أكثر من ضياع الأرض !!!
والحق أن ضياع الأرض من المسلمين ليس بالأمر الهين إنما النكبة الحقيقية في ضياع الأمة الإسلامية الآن، فإن أعداء الأمة بعدما سيطروا على الأرض وسفكوا الدم وهتكوا العرض وملكوا الأرض. الأعجب أن يسير مخططهم اتجاه الأمة من السيطرة على عقول أفرادها بهذه الدقة.
فنجد من داخل الأمة من يدعون أنهم أصحاب التنوير الآن يحملون راية الاستسلام والخضوع ويحملون الأمة قادة وأفرادا على هذا الفهم وهذه هي النكبة الحقيقية لأن ضياع معالم المسلمات الإسلامية هي النكبة .
فمن الأمور الهامة أن تعلم الأمة أنه لا يجوز لها أن تفرط في أرضها ولا في مقدساتها وان الجهاد فرض عليها فرض عين ( الآن ) لإعادة أرضها وحماية أفرادها وجعل الخير في هذا الجهاد، قال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة :اية 216
فإلى دعاة الاستسلام والهوان إن القتال والجهاد وان ظننتموه شرا للأمة فهو خير لهذه الأمة لأنه بالدماء الزكية التي تجاهد ترفع الأمة رأسها عالية والنفس التي تزعمون أنتم بأنكم بسلامكم المزعوم المذل تحافظون عليها فان المسلم لابد وان يبيعها لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة: اية 111
إننا لا نخشى من هذا الواقع المر الماضي والحاضر بل إننا نخشى من هؤلاء الذين يريدون تغييب الإسلام عن الحياة وأقول لهم أين مؤتمرات السلام ( الاستسلام ) في مدريد وشرم الشيخ وأسلو .............. الخ
إن أعداء الأمة لا يعرفون إلا لغة واحدة هي لغة القوة ولن نملك القوة إلا إذا علم الناس مصدر قوتهم الحقيقية وحرصوا علي تقويتها .
يا دعاة الاستسلام لن تعود الأرض ولن نحافظ على الدماء وعلى الأعراض إلا بالدماء الزكية التي ستنزف ليحيا غيرها ولن يستوي هؤلاء وأنتم أيها المتخاذلون، قال تعالى: (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) سورة النساء: اية 95
يا أصحاب أمريكا وإسرائيل ويا من تسيرون خلفهم وتدافعون عن معتقداتهم وليس معتقداتنا نحن المسلمين
لقد قال صلى الله عليه وسلم ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ) متفق عليه
إن النكبة الحقيقية في أن يسيطر هذا الفكر على شباب الأمة، هنا الخطر فاتقوا الله أيها المستسلمون المستذلون فإن نكبتكم هذه اشد على الأمة من نكبة 48 .
ولتعلم الأمة أن النكبة الحقيقية تكون في:
1- البعد عن الله
2- عدم التخلق بأخلاق الإسلام
3- فصل الدين عن الحياة
4- تحكيم شرع غير شرع الله سبحانه وتعالي
5- اتخاذ غير المسلمين أولياء من دون المسلمين
والمتأمل في أصحاب هذه الأمور سيجد أنهم يحافظون على أوضاعهم هم ويحملون أفكارا تخالف الأفكار الإسلامية الصحيحة
ولكننا نبعث الأمل في شباب الأمة بأن النصر لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي ستحمل المفاهيم الإسلامية الصحيحة قادم وسنجد بين شبابنا جيل النصر المنشود إن شاء الله وسنقف بالمرصاد لأصحاب النكبة الحقيقية وستعود الأمجاد لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) سورة غافر: اية 51.